نادِ مولاك معترفـاً : يارب إن عظمت ذنوني كثرة ***** فلقد علمت بأن عفوك أعظـم إن كان لا يرجوك إلا محسن ***** فمن ذا الذي يدعو ويرجو المجرم ..!

-

الأربعاء، 5 مارس 2014

مولد ذكري ا لحبيب – محمد - صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم




مولد ذكري ا لحبيب – محمد - صلى الله عليه وسلم 
الحمد لله الذي لم يزل بالنعم منعما , وبالمعروف معروفا , وبالإحسان محسنا وبالكريم موصوفا واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا واشهد أن محمدا عبده ورسوله خصه الله بالمقام المحمود واللواء المعقود وسماه محمدا وانزل عليه " وادع إلى ربك انك لعلي هدي مستقيم " الحج 67
فالهم صلي وسلم علي عبده ورسولك محمد الموحي إليه وعلي اله وصحبه 
أما بعد
إلي سيدي وحبيبي رسول الله –محمد صلي الله عليه وسلم – في مطلع ذكري ميلاده الشريف كان هذا المقال احتفاء به وحبا له ومنهجا إلي ارتباط الأمة به راجيا من الله القبول له وتحقيق النفع .
ففي هذه الايام المباركة يعيش المسلمون ذكري عطرة وهم قادمون علي ذكري ميلاده – صلي الله عليه وسلم – وهي بحق – فرصة كبري يجب أن تغتنمها الأمة الإسلامية لتعود إلي رحاب السنة وتصحح علاقتها برسول الله – صلي الله عليه وسلم – وتصل ما انقطع منها نحو الله ورسوله .
وما أكثر الحديث عن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – في هذه المناسبة التي يتباري فيها العلماء لتقديم رسول الله إلي الناس وبيان جوانب العظيمة في شخصيته الكريمة فمنهم :
- من يتحدث عن أصله العريق ونسبه الطاهر 
- ومنهم من يتحدث عن نشأته الزكية وفطرته السليمة في طفولته وصباه .
- ومنهم من يتحدث عن البشارات به علي السن الأحبار والرهبان والكهان وعن دلائل نبوته .
- ومنهم من يتحدث عن جهاده في الدعوة وما تحمله في سبيلها من أذي واضطهاد .
- ومنهم من يتحدث عن منهجه في التربية وتنشئته لأفضل الأجيال 
- ومنهم من يتحدث عن معجزاته العظيمة وتغفضيلاته العديدة التي اختصه الله بها في الدنيا والاخرة 
- ومنهم من يتحدث عن جهاده وغزواته وعن تشريعاته ومعاملاته في الحرب والسلم
- ومنهم من يتحدث عن أصول الأخلاق التي تفرعت عنه ويضرب أروع الأمثال من سلوكه الحميد في جميع الجوانب منه من حلم وصبر وجود وكرم وشجاعة وحياء وأدب وحسن عشرة ووفاء وحسن عهد وصلة رحم وبر للأهل وتواضع ووقار وعدل وأمانة وعظة ومروءة وصدق ورأفة وشفقة ورحمة وزهد وشكر وخوف من ربه وحب له ومزيد من الطاعة وشدة العبادة له فقد عبد ربه حتى أتاه اليقين له حلاوة تتذوقها القلوب المؤمنة وتهفوا إليها الأرواح الطاهرة وهو في ذاته قربة كبري يتقرب بها إلي الله تعالي كل مريد رضوانه ومثوبته جلا وعلا ورحاب النبي صلي الله عليه وسلم واسعة ورياضة كلها نفحات وبركات فهو بستان العارفين ومتنزه المحبين يحنون إلي سيرته وأخلاقه وشمائله فيقطفون منها علي قدر جهادهم في حب الله ورسوله ويحرصون علي سنته وشريعته .
لذلك فما أحوج الأمة التي شردت في هذا العصر عن رسول الله أن تعود وتفيء إليه فتنهل من هديه وتتأسي بخلقه وشمائله وتعض علي شريعته بالنواجذ وتعرف لهذا النبي الخاتم قدره العظيم فتؤدي له حقه وتلتزم بواجباتها نحوه من الإيمان به والتصديق بنبوته ولزوم طاعته والتحاكم إلي شريعته وتوقيره وبره وتعظيم أمره وإعلاء شانه وان تملا الأرض القلوب بحبه وترطب الألسنة بذكره صلي الله عليه وسلم 
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمرنا بإتباع هديه وسنة ته حذرنا كمن كل ما يخالف هديه وطريقه فقال عليه الصلاة والسلام "عيكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة "
إن العلماء في مناسبة مولده الشريف يتحدثون عن كل ذلك أو بعضه يريدون من بذلك أن يجلو للناس شخصيته صلي الله عليه وسلم ورغم أهمية تذكير الناس بتلك الجوانب السابقة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أن هناك جانبا في غاية الأهمية قد يغفل عنه الكثير وهو حكم الاحتفال بالمولد النبوي 
اعلموا أن الاحتفال بمولد رسول الله صلي الله عليه وسلم والذي اتخذه بعض الناس احتفالا وابتدع فيه البدع باطل ومحرم من عدة وجوه 
1- انه بدعة في الدين وكل بدعة ضلالة ولن يستطيع الذين يرون إقامته أن يقيموا عليه دليلا من الشرع 
2- انه مشابهة للنصارى في احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام وقد نهينا عن التشبه بهم 
3- إن النبي صلي الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته وهو المبلغ للدين ولم يأمر بذلك 
4- إن الخلفاء الراشدين لم يفعلوا هذا الاحتفال مع أنهم أحب للرسول صلي الله عليه وسلم منا 
5- انه كثيرا ما يقع فيه منكرات ومحرمات اعظمها الشرك بالله من نداء الرسول صل الله عليه وسلم والاستغاثة به وانشاء القصائد الشركية في مدحه كعقيدة البردة وامثالها 
6- ان الكفار اعداء الله يفرحون باقامة هذه البدع لانهم قرءوا كتبنا وعلموا انه متي احدث في الدين بدعة ماتت سنة من سنن المصطفي صلي الله عليه وسلم 
لذلك عليكم ان تتقوا الله تبارك وتعالي واذكروا نعمته عليكم اذ هداكم للاسلام وخصكم بنبي الرحمة عليه الصلاة والسلام فقد كان الناس قبل بعثه في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء متفرقين في عبادتهم يعبدون الاحجار والاشجار والاصنام فكان العالم يعيش في ظلام دامس وجهل خانق حتي اذن الله ببعثة محمد صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين ارسله بالهدي ودين الحق فهذي به من الضلالة وبصر به من العمي واغني به من العيلة واخرج به الناس من الظلمات الي النور وامرهم باتباعه وطاعته وتكريمه وتوقيره والصلاة والتسليم عليه لذلك فان الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم هي من افضل القربات ومن الاعمال الصالحات كما قال الله تعالي ( ان اله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما الاحزاب 56 ( وقال صلي الله عليه وسلم ( من صلي علي واحدة صلي الله عليه بها عشرا ) وهي مشروعة في جميع الاوقات ومتاكدة في اخر كل صلاة بل واجبة عند جمع من اهل العلم في التشهد الاخير وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة منها ما بعد الذان وعند ذكره عليه الصلاة والسلام وفي يوم الجمعة وليلتها كما دلت علي ذلك احاديث كثيرة 
اللهم صلي وسلم علي عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين وتابيعيهم ومن تبعهم باحسانت الي يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك واحسانك يا ارحم الراحمين .

بقلم الداعية صلاح زعرب
امام مسجد الفرقان







نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينفعنا بما علمنا ( ولا تنسونا من تعليقاتكم ونقدكم الهادف )





0 التعليقات:

اظغط هنا لاظهار صندوق التعليقات

إرسال تعليق

Blogger Widgets